طبيعة المجلة  

يشهد تاريخ البلاغة العربية بتنوع منابتها ومصادرها، وتعدد الخلفيات المعرفية للمتدخلين في مجالها. وقد انعكس ذلك على فهم الناس لها وتصنيفها، فمنهم من يعتبرها علما لتحليل الخطاب، ومنهم من يراها علما لإنتاجه أيضا.

إنها في جميع الأحول (العلم الذي يتناول الخطاب الاحتمالي المؤثر)، بعبارة الأستاذ محمد العمري الذي اعتبر هذا التعريف صفة ونعتا وطريقا موصلا لأرض البلاغة، بعدما أعاد الباحثون الجدد الأرض المقتطعة منها (الجانب التداولي).

إن تتبع مسار البلاغة العربية من النشأة إلى الاستواء، يبرز –بوضوح- شدة ارتباطها بحقول معرفية أخرى تقاسمت معها دائرة الاهتمام نفسه، بل إن هذا الارتباط صار التباسا لا سبيل إلى فك شفرته. ونقصد بذلك النقد الأدبي الذي كان أصلا من أصولها الأولى حين كان مجرد ملاحظات تتتبع النص الشعري القديم تتبعا بسيطا، وحين تحول إلى بحث مُمَنْهَج للكشف عن الخصوصية الأدبية، فصار مستثِمرا لمكونات البلاغة لتمييز الجيد من الرديء، والوقوف على ما يميز خطابا عن آخر.

لقد تقاسمت البلاغة والنقد الأدبي مواضيع البحث والدراسة، فاقتطع أحدهما من أرض الآخر في مختلف الأزمنة، لكن في إطار التداخل والتكامل، لا التخارج والتنافر. ولذلك لا سبيل للفصل بينهما إن على مستوى موضوعات الاشتغال، أو الآليات أو حتى صفات وألقاب المشتغلين في هذا المجال، إذ غالبا ما يقوم لقب البلاغي مقام لقب الناقد، فنقول البلاغي أو الناقد أو كلاهما، وهو أمر حاصل قديما وحديثا، ومستمر في الحقل الأدبي.

ينضاف إلى تداخل الحقلين، تداخل الخطابات وتشعبها وتكاملها أيضا، ولذلك لم يعد مقبولا الاكتفاء بما ترسخ في الأذهان من تصورات مبتورة حول طبيعة ووظائف البلاغة والنقد الأدبي، والاكتفاء بذلك في ظل انفتاح المعارف وتقاسمها الساحة الثقافية، وإنما صارت المعرفة بآليات الربط بين علوم اللسان والمنطق والإنسان ملحة ضرورية. ولن يكون ذلك إلا باستيعاب تصورات القدماء من البلاغيين والنقاد، ودراسة اجتهادات المحدثين منهم، لمعرفة مختلف التصورات والنظريات، والإحاطة بخلفياتهم النظرية، ومرجعياتهم المعرفية.

أهداف المجلة

إن التفكير في إنشاء مجلة تحمل اسم "البلاغة والنقد الأدبي" استند إلى هذا التداخل والتكامل بين الحقلين، وإلى شموليتهما الممتدة إلى تناول مختلف الموضوعات والخطابات بالدرس والتحليل. تستطيع طبيعتهما التكيف مع ما يستجد من مواضيع. إنهما يدرسان المكتوب والمسموع والمصور والمرسوم...، ويعيدان إنتاج الكل وتأويله بآليات متنوعة ومختلفة.

كما أن السعي إلى إخراجها يأتي استجابة لرغبة باحثين شباب تكونوا في مجال البلاغة والنقد الأدبي وتحليل الخطاب، واستجابة لحماس مسنود بمعرفة تلقوها على يد أساتذة أجلاء في مجال الدرس الأدبي عموما، يرجون تنميتها وتطويرها ونقلها أيضا لقارئ تفاعلي يستفيد ويفيد.

وهكذا، فالمجلة، إذ نبشر القارئ الكريم، والمهتم بمجال البلاغة والنقد الأدبي، بإنشائها، نروم من خلالها تنمية البحث البلاغي والنقدي بالمغرب، وسد خصاص كبير في المجلات المتخصصة في هذا المجال. فإذا ما استثنينا مجلة "علامات" التي أسَّست للبحث السيميائي وواكبته، منذ سنوات طويلة، ولا زالت. ومجلة "البلاغة وتحليل الخطاب" التي اسْتُحْدِثت أخيرا، وتسير بخطى ثابتة لإثبات وجودها، فإن الساحة الأدبية والثقافية تعرف فراغا كبيرا في هذا المستوى، بعد توقف الكثير من المجلات التي أعلنت عن وجودها وتخصصها في البلاغة والنقد، لكنها لم تستمر لظرف من الظروف.

إن من أهم ما تطمح المجلة لتحقيقه هو توفير منفذ إضافي للباحثين في البلاغة والنقد الأدبي، لنشر بحوثهم ودراساتهم في هذا المجال، وتوفير مصدر ملائم وموثوق للقارئ المغربي والعربي لتنمية مداركه حول هذين المجالين الحيويين في الحياة العامة للإنسان.

الأهداف الجزئية:

  • التعريف بأهمية البحث العلمي في مجال البلاغة والنقد الأدبي.
  • إعادة الاعتبار للبحث في الخطاب التداولي والتخييلي بروح علمية أكاديمية، تستند إلى معرفة دقيقة بما ترسخ من معارف، وما استحدث منها (عربية، وغربية).
  • العمل على مواكبة التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية، وما تفرزها من خطابات، من خلال تطوير آليات التحليل والدراسة والتقويم.
  • تجاوز النظرة التبسيطية الاختزالية للبلاغة والنقد الأدبي، التي ترسخت من خلال التقسيمات المدرسية التعليمية.
  • خلق جو من الحوار الثقافي العلمي بين الباحثين لتنشيط وإغناء البحث في شتى المجالات التي تستوعبها البلاغة والنقد الأدبي.

أركان المجلة

وليسع فضاء المجلة امتداد مُكونَيْها "البلاغة" و"النقد الأدبي"، كان لا بد من التفكير في أركان تتناسب مع طبيعة الأهداف، وطبيعة التخصص. ولذلك سيكون بناؤها متدرجا كما يلي:

  • ركن "دراسات وأبحاث": خاص بأبحاث ودراسات متنوعة ومختلفة لها صلة بتخصص واهتمامات المجلة.
  • ركن "ملف المجلة/ العدد": يتشكل من دراسات لقضية أو موضوع أو خطاب واحد.
  • ركن "سيرة وحوار":
    يختص بالسير العلمية البلاغيين والنقاد المغاربة الكبار، يتم الكشف عنها بمحاورتهم في مشاريعهم وتصوراتهم.
  • ركن "ترجمة":
    يهتم بترجمة مقالات ودراسات قد تكون فائدتها عظيمة في مجال البلاغة والنقد الأدبي.
  • ركن "قارئ وكتاب":
    خاص بقراءة عمل لبلاغي أو ناقد متميز، من جيل الرواد أو الامتداد.
  • ركن "قضايا نقدية وبلاغية": خاص بالمفاهيم والمصطلحات، والنظريات والمناهج، والمدارس النقدية والأدبية.

هذا، إضافة إلى نوافذ قد تظهر بين الفينة والأخرى، لمواكبة أي جديد له علاقة مباشرة بالنقد الأدبي والبلاغة.

شروط النشر في المجلة

تنشر مجلة "البلاغة والنقد الأدبي" جميع الدراسات والمقالات الأصلية والمترجمة من أي لغة أخرى في مجال اختصاصها، المراعية لأدبيات البحث العلمي.

وتيسيرا لعمل هيئة التحرير، والهيئة العلمية للمجلة، ولإعطاء المساهمة حظا أوفر في النشر، يرجى الالتزام بالأدبيات الآتية:

  • 1- ترسل المساهمات على البريد الإلكتروني للمجلة، مكتوبة بالوورد على حجم 14 بخط Simplified Arabic في المتن، وعلى حجم 12 في الهوامش والمراجع، وعلى حجم 10 بالنسبة للغات الأجنبية.
  • 2- يترواح طول المساهمة بين 3000 و 5000 كلمة.
  • 3- يرفق النص المترجَم من أي لغة بالنسخة الأصلية له.
  • 4- توضع الإحالات في أسفل كل صفحة، مع الاقتصار على اسم المؤلِّف، والمؤلَّف، والصفحة فقط.
  • 5- تثبت المصادر والمراجع والدوريات، باللغة العربية أو الأجنبية في آخر المساهمة (اسم المؤلِّف، اسم المؤلَّف، دار النشر، سنة النشر، ورقم الطبعة). وإذا كان مقالا من مجلة، يوضَع بين مزدوجتين، ويُذكر العدد أو المجلد والسنة. ويُراعى في إعداد كل ذلك الترتيب الألفبائي لأسماء المؤلفين.
  • 6- يبلغ أصحاب المساهمات بتسلم مساهماتهم العلمية فور التوصل بها، وتحال على هيئة التحرير، والهيئة العلمية للمجلة للبث فيها على نحو سري. ويبلغ أصحاب المساهمات المجازة بذلك.
  • 7- تطلب هيئة التحرير، في إطار التعاون العلمي، إجراء التعديلات الضرورية عند الاقتضاء. اختزالا أو توسيعا أو تصويبا.